ذكر الله سبحانه جل شانه الظن في القران الكريم في ٥٩ موضع، ويعود ذلك لأثر الظن في علاقة الآحاد ببعضهم الآخر و لعلاقته أيضا باتخاذ القرار.
الظنون في غالب الأحيان، لا تعكس الواقع الحقيقي ولكن هي ظنون بُنيت على عدة اعتبارات منها السيئة و منها الإيجابية.لذلك فالظن السيء هو من يخلق الأزمات و يجعل الأمور دائما تتجه إلى التعقيد ومن الممكن ان تصل لمرحلة الانهيار. إذا نظرنا إلى بناء الظن السيء نجد أنه بناء تراكمي إما لعلاقته بالتربية أو بالمجتمع المحيط وقد يعود ذلك البناء إلى تجارب الفرد الشخصية، أياً كان هذا الظن فهو قائم على اعتبارات فردية، ومما يزيد الأمور تعقيداً أيضا هو إيمان الفرد بظنونه و من الصعب غالباً إقناعه بعدم مشروعية تلك الظنون.
أما إذا نظرنا إلى الصفحة البيضاء من الظن فنجده ظن إيجابي وهو الدافع و المحرك للعلاقات الاجتماعية بشكلها الإيجابي، و هو المسؤول أيضاً عن نشر ثقافة الود و الحب بين أفراد المجتمع.
هذا يقودنا إلى سؤال جوهري، كيف نُمكّن أنفسنا من ممارسة الظن الإيجابي؟ إجابة هذا السؤال بسيطه جدا، بحُسن الظن. من الطبيعي أن يواجه الآحاد صعوبة بالغة في حسن الظن و ذلك للاعتبارات التي سقناها في أول المقال، وبالممارسة الإيجابية يتعلم الفرد حسن الظن حتى يصبح محباً لكل شي حوله من أفراد و كيانات وذلك بتقديم السببية الإيجابية على السببية السلبية. فالمتسبب في ذلك دوماً هو العقل الذي يميل إلى الراحة فهو لا يتعب نفسه إلا إذا طوعه الفرد ليستطيع أن يفكر في الاتجاه الذي يريده. لذلك هناك نظرية أومن بها و هي نظرية Google Mind، و تتلخص فكرتها أن الفرد يعوّد عقله على نمط من التفكير يصبح ملازما له حتى يصبح كل ظن يطرحه هي حقيقة ملزمة يجب الإيمان بها. فإذا كان تفكيره دائما سلبيا تجد الفرد يميل إلى النقد و التذمر دوما بدون طرح حلول، بعكس الإيجابي الذي يحدد المشكلة و يبحث عن حلول لها.
خاتمة:
أحسنوا الظن دوماً فهو دواء للكثير من العلل و الأمراض.
كتبه
د. خالد بن سرحان المطيري
2019/10/27