Sunday, August 4, 2019

اللازمن

اللازمن
الخطاب الالهي الكريم في القران يتحدث عن مستقبلنا بصيغة الماضي وذلك في مواضع عدة؛ كقوله تعالي: (و نفخ في الصور)، وقوله تعالى: ( انشقت السماء)، و ايضا قوله تعالى: ( وسيق الذين اتقوا ربهم). هذه صيغ الماضي في الخطاب اثارت سؤالا مهما في ذهني، هل مستقبلنا ماضي؟ من الصعب الاجابة على هذا السؤال ولكن العالم الفذ أنشتاين كان اقرب العلماء تفسيراً لذلك، بنظريتيه النسبية الخاصة و النسبية العامة. 
أنشتاين ربط الزمن بالحركة، اي انه لايوجد زمن مطلق، فكلما زادت السرعة تباطأ الزمن. وهذا يقودنا الى سؤال جوهري؛ هل يمكن لنا ان نصل الى اللازمن؟ حسب نظرية أنشتاين النسبية نعم يمكننا ذلك ولكن في حالة واحدة عندما تصل السرعة الى سرعة الضوء! فعند ذلك نصبح في اللازمن. ما علاقة هذه النظرية بما ذكرناه في بداية مقالنا عن صيغ الماضي في الخطاب الالهي القراني؟ حسب نظرية أنشتاين أيضاً، ماضينا هو حاضر أمم تبعد عنّا سنوات الضوئية. وحاضرنا هو ماضي أمم تبعد عنّا سنوات ضوئية أيضاً. فمثلا، لو قُدّر لامة تبعد عنّا ٣ الاف سنة ان ترى ما يحدث في كوكبنا لاستطاعت ان ترى موسى عليه السلام وهو يشق طريقة في البحر، وغيرها من الاحداث المتوالية. لربما نطرح مثالا اخر نعيشه يومياً، الشمس عندما تشرق تصل أشعتها للأرض خلال ٨ دقايق و نعلم ان سرعة الضوء عالية جداً، مليار كم/ساعة، ولكن في مغيب الشمس يحدث امر غريب تغيب الشمس قبل مغيبها ب ٨ دقايق، بمعنى اخر ما نراه في المغيب هو صورة الشمس وليست الشمس الحقيقة. 
اذا هل نستطيع الوصول الى اللازمن؟ هل نستطيع ان نبطأ الزمن؟ هل يستطيع الانسان تحمل تعاظم كتلته مع زيادة سرعته؟ 
اعتقد اننا نستطيع ذلك، ولنا في رسولنا الكريم أسوة حسنة، فقد اسري به صلوات الله عليه الى المسجد الأقصى ثم عرج به الى السماء. ولكن يظل السؤال الحائر الذي يبحث عن اجابة، كيف نصل الى اللازمن؟ بين هذا السؤال وفرص الاجابة عليه فجوة، حاليا، كبيرة جداً، فهل سياتي يوما ما اتحدث عن مستقبلي كماضي؟!
كتبه:
د. خالد المطيري
٢٠١٩/٠٨/٠٢

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.