Wednesday, August 21, 2019

حين تسألني!

!حين تسألني 

لم تعد المعرفة والمشورة الملتحفتين بجلباب العلم أمراً غير ذي بال ولامعبراً متاح لكل مسافر .. فهما كالفضة التي أوشك مكتشفها أن يقول بجنون أنها داء لكل دواء !

ولم تعد المعرفة والمشورة لحماً مقدداً يكنزه الطهاة عاما كاملاً ليأتي الطاعمون في الشهر الثاني عشر من كل سنة فيقدروا طعمه ويقيموا جودة مكوناته

المعرفة والمشورة أيضا لن يتحولا إلى كتاب يداعب به أحدهم اهدابه قبل النوم ولن يكونا تسلية يواجه بهما مسافراً طول رحلة مابين قمم مدينة الملائكة في أقاصي الغرب وشقيقتها عند مصب الأنهار في أقاصي الشرق

المعرفة والمشورة  - حين تسألني- ألفيتهما ركيزتا أمة ومسيرتا عمل ومنهجا حياة وتقدم يعرف لهما حقهما من رزقهما في وضح نهار لافي حلم ليل ..

المعرفة والمشورة - حين تسألني- باتتا مهوى أفئدة من يقدرهما حق قدرهما لا من يرمقهما كنصاب مستحق الدفع حينما يحول الحول ويشتد القيظ ويقف السائل بالباب !

المعرفة والمشورة توجيه الله للعالمين ونصيحة الأولين للآخرين و قدسية المتفكرين والمبصرين والعاقلين .. ولايعزب عنهما إلا من استوت لديه القدسية والمنسية فتشابه عليه البقر وأوشك أن يقع في الخطر

ياصديقي .. حين تسألني أين كنا ؟ وأين سنكون ؟ فسأحيلك إلى مراجع لن تفتقد روحي فيها وإن افتقدت قلمي .. أنظر إلى حيرتك حين تعييك الحيلة وستراني .. وأنظر إلى لذة النجاح حين تحسن الظن بفكري وستراني .. وأنظر إلى ما آل إليه جهدك حين تنزعج وتختلط عليك الأمور وستراني ..

رحم الله والدتي فمازالت أذني تشنف كل حين بقولها المجيد ونصحها الوافر الباهر : مكان لاتُفتَقد فيه، خير لك الزهد فيه !

إسمح لي يا صديقي مجدداً بالعودة لدهاليز الحياة بعيداً عن كل شيء ففيها من المعترك بعضٌ مما يُشترى وكثيرٌ مما يُباع ..

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.