"سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله"
هذه أول آية في سورة الاسراء وفيها تحديد الزمان والمكان، هذه الآية الاستهلالية تتطلب تفصيل وشرح في الآيات التاليات، ولكن المشهد إنتقل إلى بني اسرائيل وتحديدا قوم موسى عليه السلام في الآية الثانية، ثم أيضا إنتقل المشهد مرة أخرى إلى سفينة نوح عليه السلام في ثالث آيات هذه السورة العظيمة.
هذه التراتبية القرانية في عرض الآيات هي تراتبية توقيفية فقد كان جبريل عليه السلام يراجع المصطفى صلوات الله عليه كل عام مرة واحدة عدا آخر عام من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كانت المراجعة مرتين. يقودنا ذلك إلى أن للقران شفرات كما كان للتوراة شفرات وقد علمها الله لموسى عليه السلام في آخر لقاء بينهما من بين الثلاث لقاءت التي كانت. فشفرات القران غفل عنها أهل التفسير حتى أن الإمام الطبري له مقولة مشهورة في عجزه عن تفسير بعض الآيات بقوله "ونسكت عما لا علم لنا به".
لذا يجب إعادة تفسير القران بضوابط محددة تلغي من أفقية المعنى التي أحيانا أقف متعاطفا مع من كتبه لبيان عجز تفسيره.
الضوابط التي تحكم تفسير آيات القران هي أن يكون قد فسرها المصطفى صلوات الله عليه وهو الذي لا ينطق عن الهوى و كما هو معلوم أن المصطفى صلوات الله عليه لم يفسر القران ولذلك حكمة آلهيه. أيضا أحد الضوابط، أن يتوافق التفسير مع ضوابط اللغة العربية وقد قال جل من قائل: " بلسان عربي مبين".
يدعونا ذلك إلى تقديم علم جديد؛ هندسة القرآن بدلا من تفسيره، فذلك سيقود التقدم العلمي الفعلي الذي من الممكن أن نقدمه للعالم لفك ألغاز عجز البشر عن حلها، فوضعهوها في خانة المعجزة التي يركن إليها من عجز عن تفسير أي ظاهره، ولأن القران يحمل ألفاظ عامة ذات معاني عميقة، تحتاج هذه العموميات منا أن نتفكر فيها ونحللها بتجرد بعيداً عن كتب الأولين فلربما تكون هذه الكتب من المثبطات للتفكير المجرد.
عند إعادة تفسير القران بهندسته و محاولة فك شفراته و رموزه وأسراره، سنتمكن من إعادة بناء المجتمعات و سنتقدم بشكل سريع في العلم على جميع الأصعدة.
هل يعقل أن يكون بين أيدينا كتاب قال عنه تعالى "فيه تبيان للناس" ولا نتفكر فيه أو نحاول سبر أغواره؟ أعتقد أننا على مشارف علم جديد إذا أخلصنا النية لله وحده في محاولة فك شفراته.
يوما ما سنقف على آيات وربما سور وقد تخلصنا من التفسير الأفقي إلى التفسير الرأسي الذي سيجعلنا نفهم الكون والطبيعة من حولنا وهذه إحدى المقاصد البشرية.
كتبه
د. خالد المطيري
٢٠١٩/٠٨/١١
لا فض فوك
ReplyDeleteبورك ما كتبت دكتور خالد
ReplyDeleteجميل
ReplyDelete