Friday, September 20, 2019

التأسي

يسعى الإنسان للتأسي بشخصية محددة أو عدد من الشخصيات للخروج بنموذج فريد لشخصيته. ويبدأ التأسي من نعومة الأظافر إلى وقت متأخر من العمر. كلما وجد الإنسان نفسه يرتكب أخطاء أو يحقق نجاحات قد يتغير للأفضل و أحيانا للأسواء فالتأسي حركة مستمرة بإستمرار العمر. 
السؤال الذي يتبادر لذهني دوماً، ماهو الضابط للتأسي؟ 
السلوك المحيط أحياناً يجعلنا نغير من بعض السلوكيات حتى نستطيع أن نتماشى مع النسق العام السائد. وهذا في نظري أمر نسبي يضبطه عدة أمور، فمثلاً من غير المقبول أن تتأسى خارجياً بمظهر الملتزم وأنت قد تأسيت داخلياً بشخصية منحرفة أو على الأقل غير ملتزمة. هذا الخليط مخيب للآمال و مزعج جداً. 
في سعينا لبناء الشخصية، أول من نتأسى به هو المصطفى صلوات الله عليه فكلما قربت أخلاقنا و أفعالنا وأقوالنا من أخلاق المصطفى كلما كنا في أفضل صور التأسي. فمن الممكن أن تجد من يتأسى بمظهر المصطفى الخارجي لكن الأخلاق بعيدة عن أخلاق المصطفى، وربما تجد من يتأسى بأخلاقه صلوات الله وسلامه عليه ولكن تجد مظهره بعيد عن التأسي بمظهره صلى الله عليه وسلم. هنا يقفز سؤال أمامي يريد إجابة، أيهما أهم التأسي بالمظهر أم التأسي بالمخبر؟ قطعا التأسي بالمخبر هو الأكمل و الأمثل و قد قال تعالى في وصف نبيه: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) فقد وصفه سبحانه بأخلاقه بمخبره ولم يصفه بمظهره. وهذا التأسي الداخلي ينساق أيضاً على النساء فكلما وجدت إنسانه بأخلاق المصطفى، علمت أنها في أفضل صور التأسي و أقرب نموذجاً للمصطفى صلوات الله عليه. 
إن التوافق بين ما نظهره و ما نبطنه أمر صعب وليس مستحيل، ولكن نسعى دوما لجعل هذا التوافق في أقرب صوره. 

من أقوالهم: 
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت... 

كتبه
د. خالد بن سرحان المطيري
٢٠١٩/٠٩/٢٠

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.