تتبع المجتمعات انساقا محددة في سلوكياتها و تصرفاتها ويصل الأمر إلى انتقاء مفرداتها. فتجد أن مجتمعًا يستخدم مفردات محددة قد يجدها مجتمعًا آخر غريبة أو جديدة على مسامعه فلا يستسيغها. كذلك الأمر يندرج على السلوكيات و التصرفات المجتمعية. فهناك مجتمعًا يتصرف وفق نمط سلوكي محدد في تربية الأبناء و تعليمهم و ممارسة الصدق و في المقابل تجد مجتمع آخر يمارس تربية الأبناء بشكل مختلف و لا يرى التعليم من أساسيات الحياة و يتعامل بالكذب. عندما ينتقل فردًا من مجتمع صحي سلوكيا كالاول إلى مجتمع مريض سلوكيا كالثاني سيواجه تحديات كبيرة يحاول خلالها أن يتمسك بمبادئ المجتمع الصحي الذي أنتقل منه و يبدوا غريبًا بتصرفاته في المجتمع المريض. هذا التغير في الأنساق الاجتماعية و مقاومته و التماهي معه هو ما يسمى بعلم الانسان أو الأنثروبولوجيا، الذي يناقش سلوكيات المجتمعات و أنماطها المختلفة. هل يمارس المرض السلوكي من إنتقل من نمط صحي؟ أم يُظهر المرض السلوكي حتى يتماشى مع النمط ويكون متمسكا داخلياً بأنماطه الصحية؟ للإجابة على هذين السؤالين يحتاج الفرد إلى ذكاء اجتماعي يحدد فيه هل يمرض سلوكيا ويتعايش مع النسق الاجتماعي السائد أم هل يمارس المرض النسقي ظاهرًا ويتمسك بالنسق الصحي في داخله وفي مجتمعه الصغير. أعتقد أن الأخير هو الحالة المثالية للعيش في المجتمعات المريضة، فليس بمقدور الفرد أن يغير سلوكاً في مجتمع نشاء و تربى على نمط وسلوك محدد. الذكاء الاجتماعي و الموازنات الاجتماعية هي اُسلوب حياة جديد يجعلك متوازنا في سلوكياتك فما تمارسه مع المجتمع المريض ذلك فقط لتبقى صحيًا حتى لا تتألم وتمرض فعليا.
سلوك:
لم أتصور ان أتمنى المرض لأشفى!!
كتبه
د. خالد بن سرحان المطيري
2019/10/22
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.