Monday, October 21, 2019

مرض الشفاء


تتبع المجتمعات انساقا محددة في سلوكياتها و تصرفاتها ويصل الأمر إلى انتقاء مفرداتهافتجد أن مجتمعًا يستخدم مفردات محددة قد يجدها مجتمعًا آخر غريبة أو جديدة على مسامعه فلا يستسيغهاكذلك الأمر يندرج على السلوكيات و التصرفات المجتمعيةفهناك مجتمعًا يتصرف وفق نمط سلوكي محدد في تربية الأبناء و تعليمهم و ممارسة الصدق و في المقابل تجد مجتمع آخر يمارس تربية الأبناء بشكل مختلف و لا يرى التعليم من أساسيات الحياة و يتعامل بالكذبعندما ينتقل فردًا من مجتمع صحي سلوكيا كالاول إلى مجتمع مريض سلوكيا كالثاني سيواجه تحديات كبيرة يحاول خلالها أن يتمسك بمبادئ المجتمع الصحي الذي أنتقل منه و يبدوا غريبًا بتصرفاته في المجتمع المريضهذا التغير في الأنساق الاجتماعية و مقاومته و التماهي معه هو ما يسمى بعلم الانسان أو الأنثروبولوجيا، الذي يناقش سلوكيات المجتمعات و أنماطها المختلفةهل يمارس المرض السلوكي من إنتقل من نمط صحي؟ أم يُظهر المرض السلوكي حتى يتماشى مع النمط ويكون متمسكا داخلياً بأنماطه الصحية؟ للإجابة على هذين السؤالين يحتاج الفرد إلى ذكاء اجتماعي يحدد فيه هل يمرض سلوكيا ويتعايش مع النسق الاجتماعي السائد أم هل يمارس المرض النسقي ظاهرًا ويتمسك بالنسق الصحي في داخله وفي مجتمعه الصغيرأعتقد أن الأخير هو الحالة المثالية للعيش في المجتمعات المريضة، فليس بمقدور الفرد أن يغير سلوكاً في مجتمع نشاء و تربى على نمط وسلوك محددالذكاء الاجتماعي و الموازنات الاجتماعية هي اُسلوب حياة جديد يجعلك متوازنا في سلوكياتك فما تمارسه مع المجتمع المريض ذلك فقط لتبقى صحيًا حتى لا تتألم وتمرض فعليا.

سلوك
لم أتصور ان أتمنى المرض لأشفى!!

كتبه
دخالد بن سرحان المطيري
2019/10/22

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.