Monday, October 7, 2019

العلاقات الإنسانية...


منذ بداية خلق ادام عليه السلام و العلاقة الإنسانية السليمة ظهرت جليه في تعامله مع زوجه و تفاهمها في الجنة و اتفاقهما في الرأي إلى نزولهم للأرض. ثم تأزمت العلاقات الإنسانية عندما قتل احد ابنائهما الآخر ومنذ تلك الحادثة و العلاقات الإنسانية بين مد وجزر لكل الأفراد و المنظمات. هذه العلاقات المتوترة جعلت الإنسان يطور في مفهوم العلاقات الإنسانية التي أصبحت متعددة و متشابكة و معقدة في آن واحد. ففي كل زمان و أيضا في كل مكان هناك حدود للعلاقات الإنسانية تختلف في تفاصيلها ولكن الإطار العام يتفق عليه الجميع. فمثلًا لا تجد مجتمعًا يقبل ان يتم التعدي لفظيًا أو جسديًا على احد أفراده كإطار عام، ولكن العلاقات الإنسانية التفصيلية لها شأن اخر، فمثلا مفهوم المؤسسة الزوجية يختلف من الغرب الذي يؤمن بالتشاركية كأساس للمؤسسة الزوجية بعكس الشرق الأوسط الذي يعتبر المؤسسة الزوجية هي مؤسسة تناسلية لتفريخ الأطفال يقودهم في ذلك فلسلفة دينية. هذا يقودنا إلى علاقة الذكر بالأنثى كوجه من أوجه العلاقة الإنسانية. يعتقد الغربيون ان التساوي في الحقوق أساس متين لبناء هذه العلاقة ويرى الشرق أوسطيون ان الذكر هو صاحب الحضوة في هذه العلاقة وهو المسير لها. لذلك تجد ان العلاقة متأزمة في الشرق الأوسط بين الذكر و الأنثى، حتى ان الذكر فرض سطوته على اللغة فأصبحت اللغة ذكورية في تجاهل تام للأنثى التي يعد وجودها كمفهوم لديهم عنصرًا مساندًا للجنس الذكوري. وهذا المفهوم القاصر في فهم دور الأنثى جعل الذكر يخلق صورة ذهنية عن نفسه بانه الوحش الذي يعد قربه من الأنثى أو الاحتكاك بها بشكل مباشر او غير مباشر امر في غاية الخطورة! وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة فقد جعلتها هذه الصورة الذهنية تنغلق على نفسها و تجد أي علاقة مع الرجل كعلاقة إنسانية هي ضرب من ضروب الفعل المحرم! بكل تاكيد من وجهة نظر شرعية هذا الأمر غير سليم، فإذا عدنا للقران الكريم وتفكرنا في اياته الكريمة نجد ان العلاقة الإنسانية بين الذكر و الأنثى علاقة يجب ان تكون سليمة و متساوية، قال تعالى في سورة النساء: (بعضكم من بعض) وهذا التعبير الإلهي الجميل يحد من سطوة الرجل بجعل بعضه من الأنثى ويؤسس لعلاقة متساوية و تشاركية لا يوجد لأحدهما سطوة على الآخر. 
كمفهوم لبناء علاقة إنسانية جميلة بين الذكر و الأنثى يجب ان يتحابا في الله وان يقدر كل منهما دور الأخر و يحترمه بلا سطوة أو تنمر. 

معكوسة: 
الرجل كائن لطيف يجعل من الحياة جميلة متى ما أعطي حقوقه كاملة و اصبح متساويا مع المرأة.

كتبه
د. خالد بن سرحان المطيري
٢٠١٩/١٠/٠٤

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.