Saturday, September 28, 2019

يا لحجي..


تعمل جميع دول العالم على محاربة العنصرية بكل ألوانها، عنصرية ذكوريّة أو أنثوية، عنصرية ضد العرق، عنصرية ضد اللون، وأيضًا عنصرية دينية وكذلك عنصرية مناطقية،  بوضع قوانين صارمة تحد منها. ومع ذلك ما زالت العنصرية موجودة. تجدها احيانا منتشره في بقعة جغرافية محددة و قلما تجدها في منطقة جغرافية أخرى. انتشارها من عدمه يعود إلى فكر أصحابها و محدودية تعلميهم التي بلا شك تنعكس من خلال مفرداتهم العنصرية. 
حدث اليوم أن كان هناك سائق متهور لم يلتزم بالأنظمة المرورية، وحدث أن اصطدم بسيارتي فنزلت من سيارتي رغم رعونته أتحمد له بالسلامة ولكن وجدت شخصا هائجا وبلهجتي الحجازية طالبته بالهدوء و ما أن علم بحجازيتي حتى   أطلق لسانه بالعبارات العنصرية أقلها رعونة قوله "يالحجي"فتملكني الضحك وهو يكيل لي الشتائم فركبت سيارتي و دعيت له بالصلاح. 
لكن هذا الموقف اثار تساؤلات كثيرة في عقلي منها ما معنى كلمة لحجي؟ فبحثت ووجدت أن لحج مدينة في دولة اليمن تقع على بحر العرب ويمارس أهلها صيد الأسماك وتميل لون بشرتهم إلى السمرة قليلاً وذلك يعود إلى ظروف طبيعة عملهم في صيد الأسماك. كما أن لهجتهم مختلفة كليًا و بالكاد تستطيع فهمها لصعوبتها.
أيضا ثار سؤال آخر، هل أبدوا لحجيا فعلاً، أم أن هذا تعبير مجازي عن كل من يخالفهم اللهجة؟ أم أن هذا التعبير يخص أهل الحجاز فقط؟ هذه التساؤلات لم أجد لها إجابة وتحتاج دراسة علمية رصينة حتى يتم تثقيف هؤلاء العنصريون بالمفردات التي عرت عقولهم. 

لحج، مدينة أحببتها لأني انتسبت لها، فشكرا لذلك العنصري الذي نسبني لها بسوء و أحببتها لأني قرأت عنها وعن أدبياتها. 

آخر القول: 
كل موقف يمر بنا نخرج منه بفؤاد عظيمة، فهاهي لحج أصبحت حبيبتي... 

كتبه
د. خالد بن سرحان المطيري
١٤٤١/٠١/٢٩هـ

Friday, September 27, 2019

سقفٌ عارٍ


عندما كنت طفلاً، كان المطر ألم،
عندما كبرت أصبح المطر أمل.
عندما كنت طفلا كانت تمطر مرتين السحاب و سقفنا،
عندما كبرت أصبحت أتلذذ بكوب شاي تحت سقف يقيني من المطر.
ذكريات المطر، مؤلمة في طفولتي..
طفل يغط في نوم عميق فيستيقظ مفجوعاً من انهمار المطر عليه و هو في فراشه الذي يعده وثيراً قبل المطر. يهرول يسابق دقات قلبه ليطمئن على أمه، فيجدها في فناء المنزل تحاول أن تمنع المطر عن السقوط على اطفالها. فيقضون ليلتهم تحت طلقات المطر، و هم يبتهلون ببراءة الطفولة، يارب أوقف المطر. فتنقشع السحابة و تتوقف طلقات المطر و يلملمون ما تبقى من أشيائهم التي غزاها المطر بلا هوادة، استعدادا ليوم دراسي سيكون بكل تأكيد محبط لأن أغلب أحاديث الأقران عن المطر و لا يستطيع أن يبوح بما يدور في خلده عن هذا المطر الذي بمجرد ذكره يشتعل الألم في جوفه، فيغدو رهينًا لذاكرة المطر. 

ترنيمة المطر: 
مطر أيها المطر، في مقلتاي يترقرق المطر و تبقى ذاكرتي مثخنة بحكاية المطر..

كتبه
د.خالد بن سرحان المطيري
١٤٤١/٠١/٢٧هـ

Friday, September 20, 2019

الوطنية والإدراك المعرفي Cognitive Assonance

عندما نتعامل مع العقول نحن نتعامل مع جهاز معقد جداً، يحتوى على العديد من المؤثرات الخارجية و الداخلية، التي يمكن التحكم بها والتي ايضا لا يمكن التحكم بها. ولكن في المقابل هناك العديد من الطرق التي نستطيع فيها التعامل بذكاء مع هذا العقل المعقد. احدى هذه الطرق هي الإدراك المعرفي. أحياناً استخدم هذه الطريقة في التعامل مع المواقف، فمثلا طفلتي رفضت ان تذهب للمدرسة في ثالث أيامها، فاستخدمت معها الإدراك المعرفي حتى اصنع في عقلها اللاواعي حالة فرح مرتبطة بالمدرسة وقد نجحت في ذلك. و ايضا أطفالنا يجب ان يستشعروا مواطنتهم و يجب ان نربط اليوم الوطني بحالة فرح حتى يكون اليوم الوطني في أدراكهم هو الفرح. هذه الايام الخمسة المفرحة في تاريخ وطننا، صنعت لها هيئة الترفية حالة فرح عارمة حتى تخلق جيلاً يرتبط بهويته بشكل مفرح. هناك مبادرة مهمة هي مبادرة تنمية الشخصية الوطنية. هذه المبادرة تكمن أهميتها في الغاء الخطاب المتطرف وزرع حالة الفرح في الوطن كافة. تعمل هذه المبادرة على الإدراك المعرفي بكل احترافية. 
الإدراك المعرفي اداة مهمة يجب استخدامها في كل وقت يتطلب ذلك فأثرها سريع على الأطفال وقد تأخذ وقتاً للكبار.

وطنية: 
الوطن حضن يحتوي كل من يسكنه...

كتبه
د. خالد بن سرحان المطيري
2019/09/20

التأسي

يسعى الإنسان للتأسي بشخصية محددة أو عدد من الشخصيات للخروج بنموذج فريد لشخصيته. ويبدأ التأسي من نعومة الأظافر إلى وقت متأخر من العمر. كلما وجد الإنسان نفسه يرتكب أخطاء أو يحقق نجاحات قد يتغير للأفضل و أحيانا للأسواء فالتأسي حركة مستمرة بإستمرار العمر. 
السؤال الذي يتبادر لذهني دوماً، ماهو الضابط للتأسي؟ 
السلوك المحيط أحياناً يجعلنا نغير من بعض السلوكيات حتى نستطيع أن نتماشى مع النسق العام السائد. وهذا في نظري أمر نسبي يضبطه عدة أمور، فمثلاً من غير المقبول أن تتأسى خارجياً بمظهر الملتزم وأنت قد تأسيت داخلياً بشخصية منحرفة أو على الأقل غير ملتزمة. هذا الخليط مخيب للآمال و مزعج جداً. 
في سعينا لبناء الشخصية، أول من نتأسى به هو المصطفى صلوات الله عليه فكلما قربت أخلاقنا و أفعالنا وأقوالنا من أخلاق المصطفى كلما كنا في أفضل صور التأسي. فمن الممكن أن تجد من يتأسى بمظهر المصطفى الخارجي لكن الأخلاق بعيدة عن أخلاق المصطفى، وربما تجد من يتأسى بأخلاقه صلوات الله وسلامه عليه ولكن تجد مظهره بعيد عن التأسي بمظهره صلى الله عليه وسلم. هنا يقفز سؤال أمامي يريد إجابة، أيهما أهم التأسي بالمظهر أم التأسي بالمخبر؟ قطعا التأسي بالمخبر هو الأكمل و الأمثل و قد قال تعالى في وصف نبيه: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) فقد وصفه سبحانه بأخلاقه بمخبره ولم يصفه بمظهره. وهذا التأسي الداخلي ينساق أيضاً على النساء فكلما وجدت إنسانه بأخلاق المصطفى، علمت أنها في أفضل صور التأسي و أقرب نموذجاً للمصطفى صلوات الله عليه. 
إن التوافق بين ما نظهره و ما نبطنه أمر صعب وليس مستحيل، ولكن نسعى دوما لجعل هذا التوافق في أقرب صوره. 

من أقوالهم: 
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت... 

كتبه
د. خالد بن سرحان المطيري
٢٠١٩/٠٩/٢٠

Saturday, September 14, 2019

سُنة الأولين وقوقل

سُنة الأولين وقوقل
التغيير سنة كونية تضمن استمرارية الحياة إلى الأفضل في غالب الأحيان. فالإنسان بطبيعته يميل إلى الراحة وهنا يكون دوره في تهذيب نفسه بأن لا تركن إلى تلك المنطقة المريحة. فعندما يحاول الإنسان التغيير في  حياته سيواجه مقاومة من؛ 
‏العقل : سيحاول خداعه للرجوع لدائرة الراحة.
‏الجسد : سيحاول خداعه للحفاظ على الطاقة.
‏الناس : سيحاولون خداعه لأن تغيره يجعلهم يرون نقاط ضعفهم بوضوح. والناس لايحبذون ذلك. 
كنت و لا زلت مؤمناً أن العقل هو الأساس الذي تنطلق منه قوة الإنسان لذلك أردد دائماً؛ إجعل عقلك كمحرك بحث قوقل عندما تبحث في الجانب الإيجابي منه، سيقترح عليك نتائج بحث إيجابيه لم تكن تتوقعها، وهكذا هي عقولنا عندما نفكر بإيجابية ستجدنا إيجابيين منطلقين بقوة تجعلنا نرى الأمور بسيطة وغير معقدة. لذلك سنستوعب أي تغيير بشكل سريع وسلس.
أعتقد وأكاد أجزم أنه من غير المقبول أن يكون الإنسان جامداً عند نقطة أسلافه يمارس ما يمارسونه و يعتقد ما يعتقدونه. هذا الجمود في الحركة الفكرية الداخلية، تجعلك تعيش في زمن غير زمنك، تملك أدوات الحاضر و تفكر بعقلية الماضي. هذا الخليط الغريب بالنسبة لي أمر مثير للسخرية على أقل تقدير. 
فلذلك، إستيعاب التغيير أمر محمود وقد ورد في القران الكريم في قوله تعالى: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ)

سِر: 
فكر بايجابية، ستكون إيجابيا، ونشطاً....

كتبه
د. خالد المطيري
٢٠١٩/٠٩/١٤

Saturday, September 7, 2019

لسان صدق..

لسان صدق..
أكتب لكم اليوم وقد قلدني معالي مدير جامعة حفر الباطن أ.د. محمد بن عبدالله آل ناجي القحطاني، وساماً أفخر به رغم ثقله و صعوبة حمله، فمهمة المتحدث الرسمي مهمة محفوفة بالمخاطر لما لها من أثر كبير على الهوية المؤسسية الداخلية و الخارجية. هذه المهمة الخطيرة تتطلب وضع قواعد وأطر للعمل لضمان الوصول إلى أقرب نقطة للكمال. 
كتبت العديد من المؤسسات بأشكالها المتعددة قواعد عامة ولكن أهمها على الإطلاق؛ لا تكذب. 
يتضح من هذا الرسم الفطري السليم أن بناء الثقة هو أساس العمل وأن الصدق هو لبنة لبناء جسر الثقة بين المتلقي والمتحدث ومؤسسته التي يمثلها. 
عندما يكون الصدق هو عنوان النجاح، فإن الثقة ستكون في أوجها. وعندما تكون الشفافية ركيزة عمل، فستصبح الهوية المؤسسية واضحة المعالم. 
نعم، تبحث كل مؤسسة عن الكمال في أداء أعمالها، ولكن الوصول إلى الكمال أمر مستحيل. لذلك الأخطاء مؤكدة و العمل على تلافيها هو قمة الإحترافية. هنا يبرز دور المتحدث الرسمي في تعزيز النجاحات و الإنجازات و الإعتراف بالأخطاء وسبل تلافيها. المتحدث الرسمي هو لسان صدق يجب أن يلتزم بالمهنية الاعلامية. المتحدث الرسمي مهنة أخلاقية تزرع القيم في المجتمع الداخلي والخارجي.
أثق بمنظومة العمل في جامعة حفر الباطن التي تحث الخطى نحو الكمال رغم الصعوبات الكبيرة، و تبذل الأسباب لنشر المعرفة بكل أشكالها. هنا في هذه الجامعة الفتية، رجال ونساء صدقوا ماعاهدوا الله عليه، لجعل اسمها عالياً و حفر الباطن. 

من مرسمي: 
الإيجابية حياة... 

كتبه
د. خالد المطيري
١٤٤١/١/٠٨هـ