تعمل جميع دول العالم على محاربة العنصرية بكل ألوانها، عنصرية ذكوريّة أو أنثوية، عنصرية ضد العرق، عنصرية ضد اللون، وأيضًا عنصرية دينية وكذلك عنصرية مناطقية، بوضع قوانين صارمة تحد منها. ومع ذلك ما زالت العنصرية موجودة. تجدها احيانا منتشره في بقعة جغرافية محددة و قلما تجدها في منطقة جغرافية أخرى. انتشارها من عدمه يعود إلى فكر أصحابها و محدودية تعلميهم التي بلا شك تنعكس من خلال مفرداتهم العنصرية.
حدث اليوم أن كان هناك سائق متهور لم يلتزم بالأنظمة المرورية، وحدث أن اصطدم بسيارتي فنزلت من سيارتي رغم رعونته أتحمد له بالسلامة ولكن وجدت شخصا هائجا وبلهجتي الحجازية طالبته بالهدوء و ما أن علم بحجازيتي حتى أطلق لسانه بالعبارات العنصرية أقلها رعونة قوله "يالحجي"فتملكني الضحك وهو يكيل لي الشتائم فركبت سيارتي و دعيت له بالصلاح.
لكن هذا الموقف اثار تساؤلات كثيرة في عقلي منها ما معنى كلمة لحجي؟ فبحثت ووجدت أن لحج مدينة في دولة اليمن تقع على بحر العرب ويمارس أهلها صيد الأسماك وتميل لون بشرتهم إلى السمرة قليلاً وذلك يعود إلى ظروف طبيعة عملهم في صيد الأسماك. كما أن لهجتهم مختلفة كليًا و بالكاد تستطيع فهمها لصعوبتها.
أيضا ثار سؤال آخر، هل أبدوا لحجيا فعلاً، أم أن هذا تعبير مجازي عن كل من يخالفهم اللهجة؟ أم أن هذا التعبير يخص أهل الحجاز فقط؟ هذه التساؤلات لم أجد لها إجابة وتحتاج دراسة علمية رصينة حتى يتم تثقيف هؤلاء العنصريون بالمفردات التي عرت عقولهم.
لحج، مدينة أحببتها لأني انتسبت لها، فشكرا لذلك العنصري الذي نسبني لها بسوء و أحببتها لأني قرأت عنها وعن أدبياتها.
آخر القول:
كل موقف يمر بنا نخرج منه بفؤاد عظيمة، فهاهي لحج أصبحت حبيبتي...
كتبه
د. خالد بن سرحان المطيري
١٤٤١/٠١/٢٩هـ